.إضرابات المدرّسين والموظفين...من يصنع «الحرب» بين 

النقابات والوزير؟

تونس ـ الشروق: 

الأحد 14 أفريل 2013 الساعة 15:15:07 بتوقيت تونس العاصمة

كيف فتحت «الحرب» بين النقابات ووزارة التربية؟ لا بد من التأكيد والإقرار الآن بأن المنظومة التربوية بكل عناصرها ظلت هي 


الحلقة المهملة والمهمشة في تونس بعد 14 جانفي. 


ربما كانت النقابات هي الحارس الوحيد الذي حمى وحرس المنظومة التربوية في وقت كانت هناك نية لتهديم كل شيء وفي الوقت 


الذي ارتكب فيه الوزراء أخطاء وأخطاء.





لم يمثل سالم الأبيض وزير التربية الجديد استثناء إلى حد الآن رغم استعانته بطاقم نقابي للتفاوض مع النقابات ولاشك أن سالم 



الأبيض أدرك جيدا أن الشخص عندما يدخل إلى الوزارة ويطلع على حقيقة الأشياء ليس كالذي كان يتحدث عنها ويقيمها من بعيد 



ودون إدراك بحجم الحقائق.


والكثير من النقابيين كانوا يدركون مسبقا أن الأمر لا يتعلق بتغيير الوزير بقدر ما يتعلق بسياسة حكومية . 


مطالب 


لماذا تتهم النقابات الآن بالتصعيد ولماذا تتهم بأنها تتستر وراء أجندات ومصالح الكل يتحدث عنها بمن في ذلك الوزير ـ ولكن لا 



أحد يتجرأ على كشفها والاصداع بها.. تطرح نقابات التعليم اليوم جملة من المطالب تبدو وجيهة ومنطقية في أغلبها وهذه حقيقة 





يدركها جيدا «الطاقم النقابي» لوزير التربية وهم الذين كانوا يرفعون نفس المطالب التي تطرحها النقابات اليوم ومنهم من دافع 



عنها «كمقاتل» وليس كنقابي فقط ولن يكون من حقهم الآن الوقوف ضدها وقد دخلوا إلى ديوان الوزير...





رغم حداثة عهده بالوزارة إلا أن سالم الأبيض كان أمام اختبار حقيقي وكانت ولازالت أمامه فرصة للنجاح في هذا الاختبار 



بتجنيب المدارس والمعاهد إضرابات عامة مؤثرة وتجنب مزيد من توتر العلاقة مع النقابات في وقت دقيق وفي وقت اهتزت فيه 



صورة المدرسة التونسية وصورة التعليم في تونس وفي وقت أجمعت فيه كل الأطراف على تدهور وضعية المدرس.



لا يكفي أن يعلن الوزير ـ أي وزير ـ عن تعاطفه مع المطالب التي ترفعها النقابات وربما إيمانه بها فالأمر يحتاج الآن إلى إصلاح 





شامل لكل المنظومة التربوية ولن يستقيم الاصلاح دون التفاعل مع النقابات وتشريكها بصفة فعلية في كل عمليات الاصلاح دون 



تهميش وإبعاد وإقصاء...


صلاحيات




لن ينجح وزير التربية في تجنب التوتر مع النقابات إذا ظل دون صلاحيات حقيقية تمكنه من التفاوض بجدية حول مطالب المدرسين 



والموظفين والعملة ولن ينجح إذا تمسك بمنطق الوزراء الذين سبقوه وعندها لا فائدة ترجى من عزل الوزراء وتعيين وزراء 



جدد. هناك تهويل حقيقي الآن لتحركات النقابات ومطالبها وهو تهويل مقصود فيه الكثير من الغايات السياسية وهذا التهويل لن 



يكون في مصلحة الحكومة وفي مصلحة من يعمل على «تجييش» الشارع ضد المدرسين وضد الاضرابات فكل الحكومات التي



 تعاقبت على البلاد بعد 14 جانفي فشلت ربما في فهم حقيقة الفعل النقابي وبالتالي خسرت الكثير من النقاط...




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلقة القدس في كف بغداد - للشاعر التونسي ادم فتحي

الاشتراكية أو البربرية : حمة الهمامي

خطير جدا تونس تتحول الى مزبلة نفايات مشعة و معفاة من الاداء الجمركي ..لن نسمح بأن تكون تونس مزبلة نفايات البلدان المتقدمة