السياحة في تونس
من حقّ المجموعة الوطنيّة أن تسأل... لماذا هذا التراجع؟
نورالدين المباركي
تونس/الوطن
أظهرت الإحصائيات الأخيرة التي صدرت حول أداء القطاع السياحي التونسي أن عدد السياح الوافدين على تونس خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية تراجع بواقع 1.9 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وأن نسبة التراجع بلغت نحو ثلاثة بالمائة للسياح الوافدين من أوروبا، مقابل انخفاض بنسبة 1 بالمائة للسياح الوافدين من الدول المغاربية (ليبيا والجزائر) إلى تونس.
وعزا التقرير الإحصائي هذا التراجع النسبي للحركة السياحية لاسيما من السوق الأوروبية التقليدية باتجاه تونس إلى تردد العديد من السياح الأوروبيين في برمجة عطلهم جراء تأثر قدرتهم الشرائية بفعل الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو.
كما أن هناك مخاوف من إمكانية تراجع السياحة المغاربية والداخلية في شهر رمضان الذي سيحل في شهر أوت المقبل أي في ذروة الموسم السياحي. وبدأت هذه المسألة تثير مخاوف المهنيين وأصحاب الوحدات السياحية ما سيكون له انعكاس سلبي على مردودية القطاع السياحي في تونس وتراجع المداخيل السياحية.
وتبدو هذه الأرقام والمؤشرات دلائل على صعوبة الظرف الذي يمرّ به القطاع السياحي في تونس والذي يمثل أحد ركائز الاقتصاد الوطني.وهذا يتطلب مزيدا من العناية بالخدمات وتأهيل المؤسسات الناشطة في هذا المجال خاصة في ظل المنافسة الجادة التي يعرفها القطاع.
السياحة لم تعد "بحرا" و"شمسا" و"صحراء" فقط، بل هي سلسلة من الحلقات المترابطة تبدأ من الموطن الأصلي للسائح إلى حد عودته إلى بلده وتتطلب تداخل أداء عدة هياكل.
القطاع السياحي في بلادنا في حاجة إلى إعادة تأهيل وإلى مواكبة تطلعات السائح وما يرغب في الحصول عليه عندما يقرر القدوم إلى بلادنا.
ومن حقّ المجموعة الوطنية أن تسأل عن مصير المليارات التي تصرف "لتطوير البنية الأساسية" للقطاع السياحي.. وهذا القطاع غير قادر على التماسك أمام المنافسة التي يعرفها.. إن هذه الأموال التي تقدمها البنوك للمستثمرين في القطاع السياحي، هي أموال المجموعة الوطنية ومن حق هذه المجموعة أن تسأل لماذا هذا التراجع.
ثمّة إشكالات حقيقية في القطاع السياحي لا بدّ من الوقوف عندها وتشخيصها تشخيصا سليما.. حتى لا يعرف هذا القطاع أزمة مثل عديد القطاعات الأخرى.
( المصدر: صحيفة " الوطن" لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 144بتاريخ 2 جويلية 2010)
تعليقات
إرسال تعليق