أخبـار:
- جلسة فاشلة مع المدير العام للتلفزة التونسية
- مؤتمر الفيدرالية الدولية للصحفيين (فيج)
- أسبوع العروض الأخيرة
وجهة نظر: قرقنة: وحدتكم هي السبيل لتحقيق مطالبكم
المعلمون الأوّل للرياضة والتربية البدنية: ماذا بعد تجمّع 24 ماي؟
لجنة محلية بجبنيانة لمساندة الطلبة المساجين
أمام القنصلية التونسية بباريس: رأينا "عمّار 404" مرتبكا أو "نهار على عمّار"
هنا تونس
البحّارة في قرقنة يعودون إلى الاحتجاج
قام عدد من البحارة بجزر قرقنة يوم السبت 22 ماي ومنذ الساعة التاسعة صباحا بغلق مدخل الميناء البحري بسيدي يوسف وفي نفس الوقت خرجت عائلاتهم بمنطقة ملّيتة نساء وأطفالا ووضعوا حواجز في الطريق المؤدي إلى بقيّة المناطق بالجزيرة.
وتأتي هذه الحركة الاحتجاجيّة من أهالي المنطقة على خلفيّة تسرّب في أنابيب البترول أضرّ بمورد رزقهم، والذي تلاه اتّفاق مع الشركة المسؤولة عن التسرّب ومعتمد قرقنة على صرف تعويضات للبحّارة بحلول يوم 20 ماي، وهو ما تراجع عنه المعتمد بل وأصبح يماطل الأهالي طالبا منهم التخفيض في المقدار المتّفق عليه.
ولمّا يئس البحارة من درجة استعداد المعتمد لتطبيق الاتفاق التجؤوا إلى هاته الحركة الاحتجاجيّة التي تواصلت إلى حدود التاسعة ليلا وانتهت بالاتفاق على مهلة ثلاث أيام، والجدير بالذكر أن البحارة رفضوا التفاوض مجدّدا مع المعتمد وطردوه لقناعتهم بكونه حلقة من حلقات الفساد الموجودة بالمنطقة فمنذ دخول شركة PETROFAC وباب الرزق مفتوح للسيّد المعتمد، وطالبوا بحضور والي صفاقس باعتباره أعلى سلطة جهويّة الذي تبيّن أنه مشغول بمتابعة مباراة نهائي كأس كرة القدم!!! وهو الذي سبق أن فرض عليه البحارة في صائفة 2009 التراجع عن قرار تسعير سمك الصبارص.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المواطنين الذين لم يتمكّنوا من السفر من صفاقس إلى قرقنة بسبب تعطّل رحلات البواخر هم أيضا شكّلوا ضغطا على السّلط الجهويّة حيث رابط عدد هامّ منهم بميناء صفاقس إلى حدود العاشرة ليلا مطالبين السّلط الجهويّة بضرورة تمكين البحارة من حقّهم وتمكينهم من السفر وكانوا رغم تعطّل مصالحهم واعين بضرورة إسناد البحارة المحتجّين لشرعيّة مطالبهم.
مراسلة من قرقنة
أخبـار
جلسة فاشلة مع المدير العام للتلفزة التونسية
علمنا من مصادر نقابية مطلعة أن جلسة العمل التي تم تنظيمها يوم الجمعة 21 ماي 2010 بين النقابة العامة للثقافة والإعلام والاتحاد الجهوي للشغل بتونس من جهة، والرئيس المدير العام للتلفزة التونسية من جهة أخرى، لم تفض إلى أيّ نتائج إيجابية بخصوص مشكل الأعوان العرضيين الذين لم تشملهم تسوية الوضعية على غرار زملائهم طبقا للأوامر التي أصدرها الرئيس بن علي في هذا الغرض.
الرئيس المدير العام أكد للوفد النقابي أن هذه الأمور تتجاوز صلاحياته وليس له إمكانية تسويته طالبا منهم أن يمنحوه الوقت الكافي للاتصال بمن أسماهم المعنيين بالأمر من أجل طرح المشكل.
للعلم فان النقابة العامة للثقافة والإعلام قرّرت حمل الشارة الحمراء يوم 27 ماي القادم احتجاجا على عدم تسوية وضعيات العرضيين الباقين.
مؤتمر الفيدرالية الدولية للصحفيين (فيج)
ينتظم على امتداد 3 أيام ابتداء من يوم 25 ماي الجاري مؤتمر الفيدرالية الدولية للصحفيين باسبانيا.
وسيشارك في هذا المؤتمر مئات المنظمات النقابية من عدة بلدان أوروبية وآسيوية وإفريقية وأمريكية .
ومن المنتظر أن تشارك تونس بوفد سيضم حسب عدة مصادر يتضمن أعضاء من نقابة 15 أوت الفارط المنقلبة وأعضاء من النقابة الشرعية بعد اتفاق تم مؤخرا برعاية من المكتب التنفيذي للفيج.
هذا ومن المنتظر أن يترشح السيد ناجي البغوري رئيس المكتب الشرعي للمكتب التنفيذي وهو الأمر الذي يحاول إجهاضه المكتب المنقلب بالتعاون مع سفارات تونس في عدة بلدان أوروبية وإفريقية.
للإشارة فن المكتب المنقلب للنقابة كان اصدر بلاغا أكّد فيه تنظيم مؤتمر توحيدي يجمع كل الفرقاء وهو الأمر الذي اشترطته "الفيج" حتى يقع قبول أعضاء من المكتب المنقلب للمشاركة في المؤتمر.
أسبوع العروض الأخيرة
نهاية الأسبوع الأخير من شهر ماي 2010 هو نهاية العروض المسرحية لموسم 2009/2010 لكل من مسرحيّتي "يحي يعيش" للفاضل الجعايبي بفضاء المونديال أيّام الجمعة والسبت على الساعة السابعة والنصف والأحد على الساعة الخامسة والنصف ومسرحية "الناس الأخرى" لتوفيق الجبالي بفضاء التياترو أيام الخميس والجمعة على الساعة السابعة والنصف.
وجهة نظر :
2010قرقنة: وحدتكم هي السبيل لتحقيق مطالبكم
كثيرة هي الصور والريبورتاجات التي نشاهدها في التلفزة التونسيّة تتغنّى بجمال قرقنة وروعتها، وكثير هو الحبر الذي يسيل على ورقات الصحف الصفراء متحدّثا عن خيرات بحارها وبساطة أهلها وعن الانجازات تلو الانجازات التي تكرّم بها سيادته على متساكنيها، كم هي جميلة هذه الصور وكم جميل أن تعيش في جزر قرقنة فتتمتع ببحرها وتنعم بدفئها وهدوئها وتتناول أسماكها... ولكن قرقنة التي يتحدّثون عنها ليست قرقنة التي نعرفها، فقرقنتهم ليست في كوكب الأرض ولا في بلد اسمها تونس هذا أكيد، لأن قرقنة التي أعرفها هي تلك الجزيرة المهملة في وسط البحر، إذا اشتدّت ريح أو هطلت أمطار توقفت حركة البواخر وأمست معزولة عن العالم الخارجي قتلوا فيها روح الإبداع، فترى دار الثقافة مقفلة الأبواب ودار الشباب نزلا لمصيف طلبة الحزب الحاكم..
إن المحرّك الأهمّ إن لم نقل الوحيد للاقتصاد في جزيرة قرقنة هو الصيد البحري، فإذا جاد البحر بخيراته نعم البحّار والخضّار والعطّار والنادل... وإذا غضب وامتنع طال غضبه الجميع، ولهذا وجب النظر في أسباب غضب البحر وحرمانه لآلاف العائلات التي تقتات من خيراته، وهنا يتراءى لي سببان رئيسيّان أوّلهما التلوّث وثانيهما الصيد بالكيس أو الكركارة.
فأمّا عن السبب الأول فإنّ نظام بن علي متفان في "حماية" البحر من خطر التلوّث فهو لا يتوانى في التفريط في مساحات بحريّة عدّة لفائدة شركات البترول الأجنبيّة لتنهب ثروات بلادنا مقابل رشاوى تقدّم في شكل صفقات للمافيا التي تحكم هذه البلاد، وفي المقابل يتناسى هذا النظام كمّ الأضرار التي ستلحق بمصدر رزق آلاف العائلات الذين كلّما تحرّكوا واحتجّوا إلا وقابلتهم السّلط الجهويّة بالمماطلة والتسويف فإن هم تمسّكوا بحقوقهم وواصلوا تحرّكاتهم نالوا ولو البعض من مطالبهم، وإن هم تراجعوا وبهتت حركتهم إلا وزادت السلطة تعنّتا وعنجهيّة؛ ولنا هنا مثال أهالي المنطقة الشرقيّة بقرقنة الذين ومنذ انتصاب الشركة عبّروا عن رفضهم وشلّوا نشاطها في تحرّكات يوميّة في وسط البحر دامت حوالي الشهر وشكّلوا لجنة تفاوض من بينهم تتفاوض مع المسؤولين، سواء السّلط المحليّة والجهويّة أو مسؤولي شركة البترول، إلى أن تمكّنوا من فرض تعويضات صرفتها الشركة للمحتجّين ولم يتمتّع بها من غاب عن الرّكب، كما جدّ في شهر ماي حادث تسرّب للنفط أضرّ بمساحة هامّة من البحر في منطقة ملّيتة فقام الأهالي بالاعتصام في الشارع إلى أن حصدوا اتّفاقا مع الشركة والمعتمد على تعويضات تصرف بحلول 20 ماي إلا أن السلطة وكعادتها تماطل من جديد لترى مدى استعداد الأهالي للدفاع عن حقّهم فكان الردّ واضحا يوم 22 ماي بغلق مدخل الجزيرة بحرا بواسطة قوارب الصيد من قبل البحارة واعتصام الأهالي في الطريق بمنطقة ملّيتة..
وأمّا السبب الثاني والمتمثّل في الصيد بالكركارة فإن الكيّاسة المحليّين منهم والقادمين من خارج الجزيرة يخالفون القانون ويصطادون في مياه لا يتجاوز ارتفاعها المترين والثلاثة أمتار بل ويصلون إلى ممارسة هذه الطريقة من الصيد بجانب الشواطئ "المراقبة" من الحرس البحري الذي لا يحرّك ساكنا للقيام بواجبه الطبيعي والتصدّي لهاته التجاوزات، وما التحرّكات التي شهدتها قرقنة منذ شهر نوفمبر الفارط إلا دليل على مدى وعي البحّارة بخطورة الكيس على مورد رزقهم الوحيد وعواقبه الوخيمة على الثروة السمكيّة وبتواطؤ السلطة التي كانت في كلّ اعتصام احتجاجيّ تجنّد بوليسها وزبانيتها لترهيب المواطنين عوض الإصغاء إلى همومهم ومشاغلهم ولا تنكفؤ تلقي بالوعود الزائفة لامتصاص غضب المحتجّين إلى أن حصلت الكارثة حين خرج البحّارة للتصدّي للكيّاسة في وسط البحر فنشبت بينهم معركة بالعصي والحجارة خلّفت عديد الإصابات والأضرار لمراكب الصيد وكادت تؤدّي إلى قتل البعض... هذا هو النتيجة الطبيعيّة لإذعان السلطة في نهجها وعدم التفاتها لهموم الآلاف من العائلات المهدّدين في لقمة عيشهم.
صحيح أن البحارة المتضرّرين أمسوا يدركون أن النضال والاحتجاج الميداني هما السبيل الذي به يفرضون على هذا النظام التراجع عن خياراته اللاشعبيّة إلا أنهم لازالوا لا يدركون بعد السبب الذي يدفع نظام بن علي إلى "الغفلة" عن الكيّاسة، فعلاوة على الرشاوى التي يتقاضاها أعوان الحرس البحري من قبل الكيّاسة، فانّه تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء البحارة (الكياسة) مثلهم مثل السواد الأعظم من الشعب التونسي يعانون الفقر والتهميش والبطالة والسلطة لا تقدّم لهم الحلول الكفيلة بانتشالهم من هاته الأوضاع وفي المقابل تراها تقدّم التسهيلات والقروض والإعفاءات الجبائيّة لأصحاب البلانصيات وأصحاب رؤوس الأموال الضخمة لمزيد تكديس الثروات، والأكيد أن البحار الذي لا يقوى على التحضير لمواسم الصيد المختلفة نظرا لغلاء العدّة سيرى، على غرار المهديّة وغيرها، الطرابلسيّة ينشئون أحواض تربية السمك بدعم مطلق من السلطة التي تبخل عن تمكينهم من الفتات.. وخلاصة القول إن هذا النظام يحاول إظهار هذه الوضعيّة على أنها مشكل في قطاع الصيد البحري، طرفاه البحارة "العاملون في إطار القانون" و"الخارجون عنه"، فإذا هو منع اليوم الصيد بالكيس سيظهر جليّا المشكل الرئيسي الذي أصبح يهدّد عرشه ألا وهو البطالة والفقر والتهميش وإهمال الجزيرة والخيارات اللاشعبيّة التي ينتهجها، وبالتالي سيتحوّل الاحتجاج المطلبي ليمسّ فعليّا المطلب الرئيسي الذي يتجنّبه نظام بن علي وزبانيته ألا وهو الحقّ في الشغل والعيش الكريم وهو ما يدفع البحّارة إلى ضرورة التوحّد وعدم ترك المجال للتفرقة بينهم من أجل رفع سقف المطالب فالمشكل الحقيقيّ ليس بين بحّارة "الجهة الشرقيّة والجهة الغربيّة" ولا هو بين "بحّارة الغزل وبحّارة الكيس" بل هو حقيقة بين عموم البحّارة والسلطة وهو بين عموم الأهالي والشباب في مواجهة بؤر الفساد التي تتربّع على عرش قرقنة من معتمد طالت نيابته وعمد ورؤساء الشعب الدستوريّة وأعضاء المجلس البلدي الذين يرتشون ويتجاوزون كل القوانين ويكدّسون الثروات بطرق غير شرعيّة دون حسيب أو رقيب.
إن هذا النظام أفلس تماما ولم يعد بإمكانه الحوار إلا بواسطة بوليسه وعصاه، ولذا على البحارة أن يتحلّوا بمزيد من الجرأة ومزيد من النضال، فبالنضال والنضال وحده يمكنهم أن يفتكّوا حقوقهم ويحسّنوا وضعيّة عيشهم وليثبت أهالي قرقنة أنهم حقّا أبناء فرحات حشاد وبن جنّات وأنهم بسطاء برحابة صدرهم ولكن ليسوا بسذّج ليتمادى أمثال المعتمد في تكديس الأموال على حساب قوتهم..
الإمضاء: على درب حشّاد
المعلمون الأوّل للرياضة والتربية البدنية :
ماذا بعد تجمّع 24 ماي؟
بعد تجمّع 17 أفريل 2010 أمام المندوبيات الجهوية للرياضة، احتجاجا على رفض وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية تطبيق اتفاقية 24 مارس 2005 الخاصة بالترقيات المهنية للمعلمين الأول للتربية البدنية، انعقدت جلسة عمل بين النقابة العامة للتعليم الثانوي ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية يوم 27 أفريل 2010 اقتصر جدول أعمالها على مطلب وحيد تطبيق اتفاقية 24 مارس 2005 لرفع مظلمة سلطت على المعلمين الأول المنتدبين مند 1991 المحرومين من الترقية مند عشرين سنة. انفضت الجلسة لتمسك الوزارة برفض تطبيق الاتفاقية الممضاة مند 2005. تجمّع من جديد المعلمون الأوّل للتربية البدنية وإطاراتهم النقابية بدعوة من النقابة العامة للتعليم الثانوي هذه المرّة أمام مقر وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية يوم الإثنين 24 ماي 2010. حاصرت قوات البوليس منذ الساعات الأولى لصباح الإثنين مقرّ الوزارة وسدّت كل المنافذ المؤدية لمقرّ الوزارة بأعداد غفيرة من البوليس بالزيّ المدني، تدخل البعض منهم لمنع الإطارات النقابية والمدرسين من الجلوس بالمقاهي القريبة من مقرّ الوزارة ومطالبتهم بالاستظهار ببطاقة التعريف.
لم تنجح حملات البوليس في تفريق المتجمعين قرب محطة 10 ديسمبر للميترو الخفيف، فرفعوا شعارات عبّروا من خلالها عن تمسّكهم بحقهم في الترقية المهنية واستعدادهم اللامشروط للنضال من أجل رفع المظلمة التي تستمر منذ عشرين سنة.
أصرّ المتجمعون على إبلاغ صوتهم إلى الرأي العام الشعبي من مستعملي الميترو والحافلات والسيارات الخاصة عبر اللافتات التي رفعوها حتى الثانية بعد الزوال.
تشكل وفد من أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي للتفاوض مع مدير الديوان في غياب الوزير، أبلغ المتجمعين بعد المفاوضات عن وجود مقترحات ومشاريع حلول لدى الوزارة ستطرح للنقاش أثناء جلسة تعقد في "القريب العاجل".
غادر المتجمّعون المكان عن مضض مؤكدين عزمهم على مواصلة المشوار من أجل تحقيق مطلبهم المشروع.
ماذا بعد هذا التجمّع الناجح؟ هل تتوفق النقابة العامة في إقناع الوزير "أمين عام اتحاد الطلبة سابقا" بعدالة قضية المعلمين الأوّل؟
نقابي من بنزرت
لجنة محلية بجبنيانة لمساندة الطلبة المساجين
تكونت خلال المدة الفارطة لجنة محلية بمدينة جبنيانة لمساندة الطلبة المساجين وأصدرت بالمناسبة بيانا تأسيسيا هذا نصّه:
تمّت محاكمة أكثر من 15 طالبا سبعة منهم تم إبقاءهم في السجن بتهم تتراوح بين السنة والسنة والأربعة أشهر وهم طارق الزحزاح وضمير بنعلية وأنيس بنفرج وعبد الوهاب العرفاوي والصحبي ابراهيم وعمر الاهي وعبد القادر الهاشمي والبقية حوكموا بتهم تتراوح بين الستة أشهر والسنة مع تأجيل التنفيذ. وقد تعرّض الطلبة للتعذيب أثناء التحقيق معهم من طرف البوليس الذي لفق لهم تهم حق عام.
ومعلوم أن المحاكمة في الطور الابتدائي انتهكت فيها حقوق الدفاع انتهاكا منهجيا ولم يختلف الإطار كثيرا في الطور الاستئنافي حيث رفضت المحكمة مطلب الإفراج المؤقت.
وتفاعلا مع ملف مساجين منوبة الذين سجنوا على خلفية نشاطهم النقابي صلب الاتحاد العام لطلبة تونس وتضامنا معهم في محنتهم التي طالت أكثر من اللزوم ودفاعا عن حقهم في العودة إلى قاعات الدرس والى ساحات الكلية... تأسّست في جبنيانة لجنة من أجل مساندة مساجين الاتحاد من أجل تفعيل مساندة الطلبة القابعين في السجون والتعريف بقضيتهم والوقوف إلى جانبهم وإلى جانب عائلاتهم واللجنة المحلية تتحرك أساسا من منطلق حقوقي واجتماعي وإنساني دون التغافل عن البعد السياسي لكل تحرّك تضامني مع المساجين .
وتعبر اللجنة عن الآتي
- تستغرب قسوة الأحكام الصادرة في حق طلبة تحمّلوا مسؤولياتهم النقابية وتعتبر التهم الموجهة لهم ملفقة وكيدية.
- تستنكر التصعيد الأمني والقضائي الذي يستهدف الاتحاد العام لطلبة تونس وتطالب بـ:
1- إطلاق سراح الطلبة المساجين فورا وبدون قيد أو شرط وحفظ جميع الملفات القضائية المتعلقة بهم .
2- وقف التصعيد الأمني ضد نشطاء الاتحاد واحترام حقهم النقابي ووضع حد لأسلوب التعامل الأمني مع الملفات الطلابية.
3- احترام استقلالية الاتحاد العام لطلية تونس وعدم التدخل في شؤونه حتى يقوم بدوره الطبيعي وحفاظا على هذا المكسب الوطني.
تهيب اللجنة بكل مكوّنات ونشطاء المجتمع المدني من أجل مساندة الطلية المساجين والوقوف إلى جانبهم وإلى جانب منظمتهم.
وهذه اللجنة مفتوحة على أساس الاقتناع بأهدافها توجه نداء صادقا لجميع المناضلين الديمقراطيين في المدينة وإلى كل من يؤمن بعدالة هذه القضية حتى تكون وقفتنا مع طلبة منوبة شبيهة أو أروع وأمتن وأرقي من وقفتنا مع أبطال الحوض المنجمي.
الحرية لمساجين الحرية
لجنة مساندة مساجين الاتحاد العام لطلبة تونس - جبنيانة
أمام القنصلية التونسية بباريس :
رأينا "عمّار 404" مرتبكا أو "نهار على عمّار"
يوم السبت 22 ماي 2010، الساعة الثالثة مساء، على بعد حوالي المائة متر أو أكثر بقليل من القنصلية التونسية، حاجز من القوات الفرنسية لا يمكن اختراقه لبلوغ قنصليتنا الموقرة. تجمّع شباب الغضب الانترنوتى على حافة الطريق حاملين معهم معدات مواجهة "عمّار"، من ألبسة بيضاء كتب عليها بالأسود وأوراق متناثرة بين الأيادي لكتابة رسائل غير مضمونة الوصول إلى "عمّار"، كما تسلح المتظاهرون بحناجرهم العملاقة وأفكارهم الخلاقة. أمّا هو، أي "عمّار 404"، كان بالفعل موجودا يومها فأسرع بغلق أبواب القنصلية وأنزل الستار على النوافذ وأطلق موظفيه من البوليس السياسي ومن مليشيا التجمّع الحاكم لمراقبة الشبان ومحاولة إرباكهم في حين أنه كان مرتبكا ومتحصنا بالأبواب والجدران.
الانترنوتيون لم يترك لهم "عمّار" مكانا للإبحار، فما أن يبحر أحدهم حتى يقصف مركبته على الشبكة العنكبوتية، يلاحق مدوناتهم ومراسلاتهم ويقصف مختلف المواقع ويرصد الكلمة لملاحقتها ومعاقبتها على جرأتها.
هم أيضا كانوا من بين الحاضرين المنددين بـ"عمّار"، هم المعارضون اللذين تعرّضت مواقعهم للحجب والتخريب المتتالي منذ سنوات وحرموا من إبلاغ صوتهم إلى شعبهم.
هذه المرة اختلفت الشعارات عن المسيرات الطلابية والمنجمية والنقابية وعن غيرها من شعارات الصراخ التونسي ضد "عمّار"، وأخذت طابعا خاصا، فدوّى صوت الشباب عاليا:
- "يا عمّار، يا عمّار، سيّب صالح يا عمّار"
- "يا عمّار، يا ميشون (méchant)، رجّع الكونكسيون (la connexion)"
بطبيعة الحال لا يقصدون عمّار ابن الشعب، ابن حي التضامن أو سوسة أو الملاسين أو القيروان أو مساكن أو بنزرت أو قفصه أو بوزيد أو عمّار ابن عمي، إنهم لا يقصدون عمّار المناضل والمواطن والعامل والبطال والتلميذ والطالب والمعلم، إنهم لا يقصدون "عمّارنا" ابن شعبنا ولكن "عمّار" الحنش (الثعبان)، يقصدون "عمّار" بوليس الانترنيت، يقصدون مقصّ الرقابة وأجهزة الدولة والأيادي الخفية المبثوثة في كل مكان من وطننا، تلك التي تراقب وتعاقب."عمّار" هو الاسم المستعار الذي اختاره الشباب كتقية وكرمزية وكتهكم على المخبرين الجدد على الانترنيت. "عمّار" المتعدد والحامل لرقم واحد هو 404 التي تظهر كدليل على مروره على ذلك الموقع أو تلك الصفحة أو تلك المراسلة، "عمّار" الخبيث الذي لا يواجه إلا في الخلف، في الظهر.
"فيا عمّار يجيك نهار"
متابعة لحدث
لطفي الهمامي
هنا تونس
هنا لا يمكن لأيّ شيء على الإطلاق أن يصبح شعرا
هنا لا يمكن أن يَسلم عرضك من عضة كلب يمضغ الفلك ويشرب الخريطة
هنا يمكن أن تبلّ نفسك وتشربها باردة
هنا لا يمكن أن تعوّل على الحبْ
هنا يمكن أن تصبح فأرا بلديّا عاشقا لأيّ جرذ أصيل
هنا يمكن أن تحبّ أيّ فِلم وتصبح على ما تريد
هنا لا يمكن للفكرة أن تكون فكرةً
هنا عليك أن تحارب شبابك كما لو انّه عدوّك
هنا الشيوخ أطفال يتامى
هنا لا يمكن للمشمش أن ينضج
هنا يمكن أن تكون لمدّة يوم إطارا شابا وحيويا ومهذبا
فيهجم عليك الجيران وأهل الإقليم بأسره طلبا لشغل أو قرض أو هجرة...
كأنك الملك الملاك رسمائييل
أو الوزير ناجوت ابن مالوت
من هنا يمكن أن تشارك في الحبّ على غزة
هنا يمكن أن يستدعيك السفير الأمريكي إلى إقامته ولا تذهب
لأنّ العراق يعني لكَ شيئا
هنا يمكن أن يستدعيك البوليس لتشابه في اسم البلد وتذهب
لأن أمريكا لا تعني لكَ شيئا
هنا يمكن أن تهدأ كثيرا كثيرا أيها المسكين
هنا يسألونك كلّ يوم عن الرّوح فيُعرج بك على نفسك
فتحسّ بالراحة
إنها راحة، راحة،
لو تدري...أوه لو تدري يا صاحبي
طرب الواحة
هنا أنت ثقيل على بلدك
وهو خفيييييييييييييييف
هنا تتقيأ حليب أمّك طلبا للمغفرة
هنا مجرد هنا
لا قبل هنا ولا بعد هناك
هنا أصبحتَ إلى حدّ الآن شابا
وكفى
ماذا تريد أكثر؟
هنا تُسمَّى الحياة غدا
وغدا نصف غد
وبعد غدٍ...
هنا عليك أن تخطّط لمدينة رمزية
ومهنة رمزية
وحديقة رمزية
وحياة رمزية
ومقبرة رسمية
هنا تستطيع أن تختار بين فنان عاديّ ومواطن عاديّ
هنا يمكن أن تصبح فقيها بسَلاسَة
وأن تصبح شاعرا دفعة واحدة
هنا يمكنك أن تبادر بمداعبة قطرات الأمطار في فراشها
ويمكنك أن تلبّي طموح القمح في مهده
هنا يمكن أن تباغت الصباح بالتحية فيتفحّم
هنا يمكنك اقتياد الريح بإرادتها إلى حيث تشاء رياح أخرى
هنا يمكنك أن تُجري تحويرا على لحيتك كل يوم
ويمكن أن تفرح إلى أن يتفتق سروالك
هنا يمكن لأمّك أن تنجب لكَ مدينة دستورها تساوي أمل الحياة عند الولادة
هنا يمكنك بكل أريحيّة أن تشرح ذوقك لامرأة حامل
على أمل أن تنجبك
وهنا كذلك يمكن أن ترث عشاء قتلاك
هنا يمكنك أن تلاطف الموج بين يدي ربّك
هنا يمكن للدولة أن تعترف بك عصفورا مدنيّا له قوت يكفلها الجيش
هنا يمكن للياقوت أن يصبح ديناميت لولا الاحترام المتبادل
هنا يمكن للطبيعة أن تعترف برائحتك دون محاكمة
هنا يمكن أن تهذي على راحتك
هنا يمكن أن تصبح حرا كبالونة زرقاء فوق جدار السماء الأبيض دون تطبيع مع أيّ كان
هنا لا يمكنك أن تكون عبريّ النفسية في القميص الأزرق
هنا يمكن أن تسافر إلى النّيبال دون أن تصبح شيوعيا
هنا يمكن أن تعود من الجنة بسلّة خمر
هنا يمكن أن تُتهم بمعاداة السامية الوطنية
وبتخريب اقتصاد الاتحاد الأوروبي وشركاؤه
لماذا تنسى درسك المميز: المزيد من الرأسمالية يؤدي حتما إلى الشيوعية
هنا يمكنك أن تتدخل في أمور لا تخصّك
هنا يمكنك أن تموء دون أن تموء
هنا يمكنك أن تسافر إلى الشقيقة بيجين دون أن تتبني شيوعية رأس المال
ويمكنك أن تتفكك دون أن تعتقد في اشتراكية الدولة
هنا يمكنك أن تخوض إضرابا خارج القوانين الفرنسية
هنا يمكنك أن تظل مفتونا بالسياسة المدنية والديانة المدنية والدولة الاجتماعية
فهذا يعفيك من فكرة الجمهور والأمة والثورة وما على ذلك
هنا يمكنك أن تتمنى وزيرة شابة تناجيها بحب ونعومة وربّما تقع في غرامك وتصطحبها على المسرح
وربما تنجبان شاعرا وموسيقيا ورائد فضاء وجيمس كامرون ومانديلا على كاهل الدولة
وربّما، ربما
لمَ لا؟
هنا يمكن أن تعقد اجتماعا حاسما حول المستقبل دون أن يراك ودون أن تراه
هنا يمكنك أن تتحمل قهرك ولكن بلا طائل
هنا تفكر في أن تُدخل السيارة في حائط انتقاما من ذبابة حرة
هنا قد تدور حول الأرض وتعود
والقطار العظيم يُفتح من باب وحيد خوفا على الوحيد من الوحيد
هنا يمكنك أن تقرأ جريدة أو تتبادل اللكمات والركلات مع التلفاز الوطني والحاسوب الوطني دون أن تضرب عن الطعام
هنا يمكن لآيّ كان أن يقول لك أنا تونس والبلاد متاعي
هنا كان بودّي أن أكون هنا
هنا لستَ هنا
صلاح الداودي
البديل عاجل، الثلاثاء 25 ماي2010
تعليقات
إرسال تعليق