"عمّار 404" يترُك مكانه "لعمّار بُوبَرْطـلّه"
"عمّار 404... سيّبْ صالحْ"، شعار نجح في تجميع الآلاف من المُدوّنيين الشبان والمُبحرين على الشبكة العنكبوتية إحتجاجا على مقصّ الرقابة الذي طال الجميع دون استثناء.
حالة من الغليان أصابت شبابنا التونسي ضد الرقابة، وضد الاستهتار بحقهم الطبيعي في تبادل المعلومة والتعبير عمّا يجول في خواطرهم بعيدا عن الشعارات التي لم تستهويهم يوما أو ربّما لم تنجح في إقناعهم. فانفجروا كالبركان ولو افتراضيا على صفحات المنتديات الإجتماعية للتنديد بالرقابة، بأشكال جدّية أحيانا وباستهزاء أحيانا أخرى. فتنوّعت أشكال رفضهم عبر التعاليق الطريفة والصّور ومقاطع الفيديو...
غضبهم الافتراضي لم يدم طويلا، لينتقل إلى الواقع فتجرَّؤا على الرقيب المتخفّي، وأقدموا على دعوة إلى مسيرة احتجاجية أمام وزارة التكنولوجيا والاتصال يوم 22 ماي. فنجحوا في تعبئة المتمرّدين والمتعاطفين معهم، ودون بحث طويل في طبيعة النظام القائم، تطوّع إثنان منهم لمتابعة الإجراءات القانونية اللازمة.
وكانت بداية الصّدمة، عندما رفضت وزارة الداخلية قبول مطلبهم القانوني حول تنظيم المسيرة، رغم استيفائهم لكافة الإجراءات، وهو ما لم يثنيهم عن سعيهم، فتمّت دعوة الشباب الغاضب إلى ارتداء قمصان بيضاء والنزول إلى شارع الحبيب بورقيبة في حركة نضالية رمزية، وسلمية معبرة جدّا. بالإضافة إلى المتضامنين معهم في العالم الذين دُعيوا للتجمّع أمام السفارات التونسية في نفس الوقت.
المفاجأة الثانية والأقسى هو ما وقع يوم السبت الموافق لـ22 ماي، حيث عُوّض البوليس الإفتراضي بجحافل من قوات البوليس التي حاصرت العاصمة في مشهد مأساوي، يُذكّرك بالأيام الخوالي عندما تُعلن مكونات المجتمع المدني تنظيم مسيرة أو مظاهرة لمساندة إحدى القضايا القومية.
بوليس بمختلف فِرقه وتجهيزاته وعجرفته، يراقب ويتعدّى على كل ما هو مُتحرّكٍ أبيض اللون في شارع "الحبيب بورقيبة" بالعاصمة، الذي لم يتمكن من الوصول إليه إلّا من حالفه الحظ، ونجح في التحيّل على العسَسْ، والويل كل الويل لتلك الوجوه "المحروقة" من الشباب "المتسيّس" و"الحقوقي" و"الطلابي" و"النقابي" و"الصحفي"، حيث يتم اعتراضهم من بعيد ويُعتدى عليهم بالشتم والرفس ويطردون من الطريق العام وكأنهم في منطقة محظورة.
"نهار على عمّار"، شعار أرعب النظام، ليكون اليوم المشهود، فأستبدل "عمّار" مقصّهُ الخفيّ الحافي بالعصّي وأدوات القمع الأخرى ليحُول دون التظاهر والاحتجاج والتعبير عن ما لحق بالمدونين من تعسّف وغُبن وانتهاك لحريتهم "الافتراضية".
إن المبادرة التي أطلقها المدوّنون ومستعملو شبكة الأنترنات هي خطوة إيجابية تعبّر عن مدى تطوّر الوعي لدى شبابنا الذي عهدناه مهمّشا ومقصيا ويتسم بالسلبية المملة واللامبالاة القاتلة بالشأن العام، وهو ما فنّذ القول بأنه لا أمل في شعبنا التونسي، فطاقاته الشبابية لازالت حية ومتمرّدة، وقد نجحت في جلب اهتمام الجميع نظاما حاكما كان، أم معارضة.
لكن الأكيد أن شبابنا الذي أراد أن ينتقل بنضاله الافتراضي إلى الميداني قد اكتشف ممّا لا يجعل مجالا للشك طبيعة النظام الذي لم يَعْتَدْ على أن يحترم أو يسمع للآخر مهما كانت خلفياته ومهما كانت توجهاته ومهما كانت أهدافه. فأدواته القمعية أضحت موجّهة للجميع من طلبة ومهمّشين ومدوّنين وحتى جمهور الكرة. فالذي يستهدف نشطاء حقوق الإنسان، ويسجن الطلبة، ويتشفىّ من أبناء الحوض المنجمي، ويحرم المهتمّين بالشأن الوطني من أبسط حقوقهم للتعبير، ويوظف المال العام للتجريح والتشويه للمناضلات والمناضلين الأحرار، ويغتصب حقوق المهمّشين في الحياة الكريمة عبر تنفيذ برامج إقتصادية لا تخدم إلا أقلية نهّابة على حساب طموحات الشعب، هو نفسه الذي لن يجد حرجا في التعاطي العنيف مع شباب تونس حتى ولو كان في سنة "الحوار مع الشباب"، وإبراز وجهه الحقيقي القبيح المتستّر تحت شعارات "دولة القانون والمؤسسات" و"ابتسم إنها تونس".
يبدو الأمل كبيرا في الحرية وما يقع اليوم يتميّز بإنخراط واع من الشباب في الهمّ الوطني عبر البحث في سبل مواجهة فعلية للمتسبّب في تكبيل عقولهم ولو "افتراضيا" وتكميم أفواههم، وهو ما من شأنه إحراج النظام الذي نجح في فصل النخبة عن قواعدها.
فالإنطلاقة الحقيقية للقضاء على "عمار 404" وشقيقه "بوبَرْطلّة" يمرّ حتما عبر التوحّد والتصدّي لكل ما من شأنه أن يُحبط أنصار الحرية ويُشتّت اهتمامهم. فـ"عمّار وأخواته"، هم أدوات للقمع لا غير بيد الإستبداد، ومقاومتهم هي في جوهرها مقاومة للظلم والحيف الاجتماعي.
بلقاسم بنعبدالله
نحن طلبة المعهد العالي للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية بالقرجاني المعتصمون ببهو الإدارة من الساعة العاشرة صباحا إلى منتصف النهار تحت إشراف المكتب الفيدرالي "أحمد بن عثمان" نعلن عن الآتي:
احتجاجنا على اختطاف الرفيق عضو المكتب الفيدرالي وممثلنا في المجلس العلمي أنيس الرياحي أمس الخميس 20 ماي 2010 بمنطقة "معقل الزعيم" بالقرجاني.
نعتبر إيقاف الرفيق مواصلة لنهج السلطة في استهداف المنظمة وذلك عبر الزج بمناضليها في السجون وتلفيق التهم لهم.
نطالب بإطلاق سراح زميلنا فورا وتمكينه من مواصلة امتحاناته والعودة لسالف نشاطه النقابي المدافع عن الطلاب وحقوقهم.
ندعو طلاب المعهد العالي للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية للالتفاف حول مكتبهم الفيدرالي ومن ورائه منظمتهم العتيدة التي تتعرض لأبشع أنواع التعسف والتدخل السافر في شؤونها.
عن الطلبة المعتصمين ومناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس المؤتمر الموحد
الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب
تونس في 21 ماي 2010
بلاغ
قال أصدقاء للمودونين سليم عمامو وياسين عياري أنهم فقدوا الإتصال بهم مساء هذا اليوم رغم المحاولات المتكررة للتواصل معهم،و قد أكدت زوجة سليم عمامو أنها بد ورها فقدت الإتصال بزوجها.
وكان عمامو والعياري قد تقدّما إلى ولاية تونس ووزارة الداخلية بمطلب تنظيم تحرك سلمي احتجاجا على حجب المدونات والمواقع الإلكترونية،ومن المقرر أن يتم هذا الاجتماع غدا 22 ماي 2010 أمام مبنى وزارة الاتصال. وإلى حدّ الساعة لم ترد أيّ معلومات جديدة حول مصير عمامو وعياري.
الكاتب العام: منذر الشارني
علمت فروع الرابطة للدفاع عن حقوق الإنسان بكل من المهدية والمنستير والقيروان بالأحداث الأخيرة التي جدت وقائعها ببلدة رجيش يومي الجمعة والسبت 14 و15 ماي 2010 والتي تمثلت في سلسلة اعتقالات لعدد من الشبان نفذتها وحدة خاصة تسمى "مقاومة الإرهاب" من شرطة المهدية وحملة "رافل" واسعة النطاق شملت مختلف فئات السكان في الشارع والفضاءات العمومية من مقاه وغيرها وهو ما أثار استياء المواطنين وتذمرهم.
وقد تأكد لهيئات الفروع الثلاثة استنادا إلى شهادات عائلات المعتقلين وضحايا الاعتداءات الأمنية أن الأمر كان يتعلق بحملة تأديبية منظمة ضدّ كافة سكان البلدة يؤيّدها تزامن عمليّتي الاعتقال والرافل وما اتسم به سلوك أعوان البوليس من فظاعة (الاعتداء بالعنف الشديد، الإهانة، التهديد بالاعتقال وتلفيق التهم، حجز الدراجات...) وكان أشدهم فضاعة المدعوّ صبري بن إبراهيم وقد شمل الاعتقال حسب ما توفر لهيئات الفروع من معلومات مصدرها عائلات المعتقلين الشبّان الواقع ذكرهم:
أكرم الصيود: 21 سنة عامل يومي أصيل رجيش
باسم الصيود: 24 سنة عامل يومي أصيل رجيش
مجدي عبد الواحد: 21 سنة طالب بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالمهدية ((ISET أصيل تطاوين.
علاء ...........: طالب بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالمهدية.
وقد تم اعتقالهم جميعا يوم الجمعة 14 ماي 2010، ثم تمّ ترحيلهم إلى تونس يوم السبت 15 ماي 2010.
إن هيئات فروع المهدية والمنستير والقيروان إذ تدين بشدة جملة الاعتقالات الموجهة ضد طلبة في فترة امتحانات آخر السنة الدراسية وعمال عاديين لا علاقة لهم بالشأن السياسي، وتستنكر الاعتداءات الوحشية ضد المواطنين الذين وضعهم سوء حظهم في طريق أعوان البوليس داخل بلدتهم الصغيرة.
تطالب:
بمحاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات التي يحرّمها القانون وتتبّع الذين أمروا بتنفيذها.
احترام الحريات الأساسية العامة والفرديّة للمواطنين والتخلي عن "الحلول الأمنية" في قضايا المجتمع.
رفع كل أشكال التضييق على الحريات والحصار المضروب على نشطاء الرابطة وفروعها خدمة لقضايا حقوق الإنسان في البلاد.
المهدية في 15 ماي 2010
الإمضاء:
فرع المهدية
فرع المنستير
فرع القيروان
تعليقات
إرسال تعليق