الصنصرة الإلكترونيّة في تونس: حان الوقت لكشف الرقيب
الصنصرة الإلكترونيّة في تونس: حان الوقت لكشف الرقيب سفيان الشورابي * كان الـ«censor» في عهد الجمهورية الرومانية القديمة يحصي أعداد المواطنين المخوّل لهم دخول الجيش ودفع الضرائب. وكان يسهر كذلك، في إطار مهمّاته، على مراقبة أخلاق المجتمع من أيّ حيف. مهمة نبيلة لقاض يحكم وفق ضوابط القانون الطبيعي الذي يدوّنه أعيان الشعب لحمايته من الزيغ الذي يمكن أن يرتكبه المنحرفون عنه. الـ«censor» في زمننا الحاضر خرج عن مهمات السلطة القضائية ومشغلها، وانتقلت أدواته وآلياته إلى المؤسسات التنفيذية الموالية، إما إلى جزء من المجتمع في ظل الأنظمة الديموقراطية، أو الخاضعة لسلطة الحزب/ الفرد في حكم الدول الشمولية. في تونس، الـ«censor» لا يتبع هذا ولا ذاك، على الأقل من المنظور الرسمي. هنا يجهل الجميع هوية الرقيب والحدود المفترض مراقبتها. فالضبابية والهلامية هما خاصيّتان تميّزان المشهد الإعلامي في تونس، وخصوصاً حقل الإع...